غير مصنف

من بلاد الهنود الحمر إلى بلاد الفراعنة.. كيف نشأت موسيقى الراب والمهرجانات؟

بدأ الراب في نيويورك مثلما بدأت المهرجانات في القاهرة فن الطبقة الفقيرة والمتوسطة لكنه ليس غناء إنما يعد نوعا من أنواع الأداء الصوتي.

يذكر ان بداية فن الراب في بداية السبعينيات في حي برونكس، ولاية نيويورك على أيدي الأميركيين الأفارقة، كوسيلة فنية يعبر بها المغني عن نفسه وهو نوع من أنواع الغناء وأحد فروع ثقافة “الهيب هوب” الرئيسية، كما انتشر عالميًا بعد نجاحه في الولايات المتحدة خلال سبعينيات القرن العشرين، وزادت شهرته في مصر خلال الآونة الأخيرة.

ليبقى السؤال الأهم، كيف جذب “الراب” الجمهور المصري ليحتل تلك المكانة في الساحة الغنائية؟ وإلى أين سيصل في الأعوام القادمة؟

وتعد المهرجانات الشعبية المصرية نوعًا جديدًا من الموسيقى الشعبية في مصر ، والتي بدأت تنتشر في الفترة ما بين منتصف عام 2011 وبداية عام 2012.

بدأت في أواخر عام 2008 وتطورت حتى اتخذت شكلاً قريبًا جدًا من أغاني الراب بأداء شعبي مصري قبل ثورة 25 يناير 2011. حيث كان محتوى أغاني المهرجانات يتحدث غالبًا عن مشاكل الفقر والتهميش والمخدرات والصداقة ولكن بعد الثورة تطورت هذه الأغاني الشعبية من حيث الموسيقى وأصبحت أكثر ضوضاءً وأسرع إيقاعًا ، حيث بدأت تتحدث عن القضايا السياسية وتنتقد الحكام بكلمات مستوحاة من شعارات الثورة.

شكل من اشكال الفن

تعتمد موسيقى المهرجان على نوع موسيقى التكنو ، والتي يتم إنتاجها من خلال البرامج الإلكترونية مع إدخال صوت المغني. أما بالنسبة للكلمات ، فمعظمها مواضيع شائعة تتعلق بالمناطق الشعبية في مصر ، والأمثال والمواويل المصرية الشهيرة ، بالإضافة إلى المشاجرات والتنمر التي تحدث في المناطق الشعبية.

ويعتبر غناء الراب أحد عناصر ثقافة الهيب هوب، والتي ارتبطت بالأوضاع القاسية التي عاشوها. لذا فقد نشأت في بدايتها كثقافة هامشية ونضالية في أحيان كثيرة ضد أنماط الحياة العنيفة والفقر وعنف الشرطة تجاه السود، وكان أوجها في ظل الاضطرابات وأحداث العنف التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية في الستينيات والسبعينيات، إثر ما عرف بحركة الحقوق المدنية ضد عنصرية أصحاب البشرة البيضاء ثم انحسارها في نهاية الستينيات إيذانًا بصعود اتجاهات أكثر راديكالية، مثل حركة الفهود السود

التطور في المظهر الإعلامي

في بداية ظهور الراب في مصر كان منذ عدة عقود، تحديداً في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وكانت أولى هذه الفرق هي(واي كرو) والتي ظهرت عام 1998 وMTM، ثم بدأت موسيقى الراب بالظهور في الأفلام، على سبيل المثال، في فيلم عام “ورقة شفرة”  2008 وهو أول فيلم من ثلاثية “شيكو ، هشام ماجد ، وأحمد فهمي” للمخرج أمير رمسيس.  بعد فترة وجيزة ، تضمن فيلم أحمد مكي الأول “H دبور” موسيقى الراب كأغنية رسمية للعمل بعنوان “جدعان طيبين“. بعد ذلك بعامين، أنتج الفيلم المستقل “ميكروفون” تأليف وإخراج أحمد عبد الله، وبطولة خالد أبوالنجا ومجموعة من مطربي الراب الشباب، من بينهم جزء من فريق “واي كرو” مثل شاهين. توالياً، اشتملت الأعمال السينمائية والدرامية على موسيقى الراب كما هو الحال في معظم أعمال أحمد مكي. ثم استمر مغنو الراب في الظهور والانتشار.

وبداية ظهور أغاني المهرجانات ، كانت تُصنع بشكل فردي ، حيث اعتمد المغنون على برامج الكمبيوتر المتعلقة بالمؤثرات الصوتية (FL Studio و Acid Pro) لإنشاء محتواها. لكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، حققت المهرجانات نجاحًا ملحوظًا وانتشارًا واسعًا بدايته في عام 2013 ، مما دفع شركات الإنتاج إلى تصنيع محتوى أغاني المهرجانات. ، ظهرت موسيقى المهرجانات في العديد من الإعلانات التجارية على شاشات التلفزيون. تطورت صناعتها من خلال تأليف الألحان والكلمات ، واشتهرت أغاني المهرجانات بين سائقي سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة وأفراد الطبقات الفقيرة ، وسرعان ما انتشرت إلى جميع الطبقات الاجتماعية المصرية ، ولا يخلو حفل زفاف أو خطوبة من أغاني المهرجانات. يصاحب هذه الأغاني نوع من الرقص الشعبي الذي يتناسب مع إيقاع الموسيقى الصاخب ، والذي يؤديه الشباب والفتيات في المناسبات.

في عام 2013 ، تم إنتاج أول فيلم يركز على مطربي المهرجانات. تم إصدار فيلم 8٪ وهو فيلم كوميدي تدور أحداثه حول فرقة تغني المهرجانات الشعبية منها أوكا وأورتيجا وصديقهما الثالث شحاتة. يحاول الثلاثة تقديم فنهم من خلال حفلات موسيقية صغيرة. في عام 2014 صدر فيلم آخر عن أغاني المهرجان وهو فيلم المهرجان. يتناول الفيلم المهرجانات من خلال قصة مغنيي المهرجانات ، فيفتي والسادات ، اللذين يعيشان في إحدى المناطق الشعبية ويجدان نفسيهما في مواجهة العديد من التحديات من أجل إثبات وجودهما في عالم صناعة موسيقى المهرجانات.

الرأي الفني والاجتماعي

مع انتشار ظاهرة أغاني المهرجانات في الشارع المصري ، بدأ طرح أفلام وثائقية خاصة لدراسة أصل هذا النوع الموسيقي الجديد وتحليله ومعرفة ما إذا كان نوعًا فنيًا جديدًا أم لا. كانت غالبية آراء نقاد الفن ضد هذا الفن ، وقلة النقاد الذين أيدوه بحجة أنه نوع جديد يعبر عن فئة معينة من الناس لا يعرفون كيف يعبرون عن أنفسهم في الوسط الفني.

وكانت الثلاث سنوات الأخيرة محطة انتقال مختلفة في مسيرة الراب، حيث خرج من حيزّ انتشاره المحدود وتحول إلى تريند، وجاءت هذه الطفرة بعد أغنيتين بالأخص أثارتا ضجة في أوساط الشباب: «الجمّيزة» لمروان بابلو، و«باظت» لـ«ويجز».

وما بين ساخر ومعجب، تحول الخلاف إلى تريند على مواقع التواصل الاجتماعي في أواخر عام 2019. وتصدر الراب التريند مرة أخرى منذ أشهر، حينما قام «بيف» بين مروان موسى، أبيوسف، و«عفرتو» وشارك فيه أيضاً «باتيستوتا» و«يوسف جوكر» ورابرز آخرون، وفي نفس الوقت كان الجميع ينتظر عودة بابلو من الاعتزال، والضجة التي أحدثها فيديو كليب «غابة» وتحقيقه ملايين المشاهدات في الساعات الأولى من إصداره.

أما الجانب الاجتماعي فمعظم الشباب والأطفال المصريين يتقبلون أغاني المهرجانات والراب بمختلف فئاتهم الاجتماعية. في الآونة الأخيرة ، أصبحت أغاني المهرجانات والراب هي النوعان المفضل لدى الكثير من الشباب والأطفال ، وظهرت رقصات خاصة تناسبهم. أما كبار السن ، فقد وصف معظمهم ان الراب والمهرجانات الشعبية بأنها هزلية ، كما وصفوها بأنها مصدر إزعاج لا معنى له ولا غرض منه ، وأن الفرق بين المهرجانات والراب المصري الأصيل. أما بالنسبة للفرق التي تغني موسيقى المهرجانات ، فيعتقد أنها تؤدي نوعًا جديدًا من الموسيقى قد لا يكون مقبولًا لدى مجموعات معينة ، ومقبولًا لدى مجموعات أخرى ، وخاصة الشباب.

وجدنا ان بعض الشباب الاخريين يفضلون موسيقي المهرجانات عن الراب و يجدون بأن هناك اصوات تطربهم مثل صوت ” عصام صاصا ” ، و يرون ان الراب يعد من الموسيقي المحفزة لهم وقت التمارين الرياضية .
و كان رأي بعضهم بأن الراب يعبر عن مشاكلهم ويطرحها بشكل يستصيغونه عبر الكلمات و قال احدهم ان سماع الراب اصبح روتين يومي بالنسبة له معبراً بأن سماعة الأذن لا تفارق اذناهعلي عكس المهرجانات فيروا انها تنحصر بين موضوعات معينة مثل “غدر الصحاب و الحبيبة” ، ” خيانة

كما اننا قمنا برصد آراء بعض الموسيقيين حول رأيهم في كيفية تعامل النقابة مع هذه الفئة الفترة المقبلة، خاصة أن أغنياتهم لم تمنع من السوق ويتم طرحها للجمهور حتى الآن.

احمد حسام: النقابة لن تستطيع إيقافهم لكن يجب عليهم أن يدعموا الفن الجيد في السوق

أكد احمد حسام منظم حفلات المهرجانات أن نقابة الموسيقيين لا تستطيع إيقاف أو منع أغاني المهرجانات من يوتيوب أبدا؛ لأنه خارج عن السيطرة.

وأوضح أن الحل بان تساعد النقابة في توفير الدعم لأنماط غنائية أخرى، للتواجد بقوة وتسهيل الحفلات الغنائية لهم حتى يحققون ظهورا قويا في السوق ويقومون بالتغطية على فن المهرجانات الذي تم مهاجمته كثيرا.

وأشار إلى مطربي المهرجانات اصبح لهم متابعين كثيرين حاليا ، ويجب ان يستوعب الجميع هذا النمط خاصة أن شركات الإعلانات تتعاقد معهم بسبب هؤلاء المتابعين للاستفادة من شهرتهم، لذلك يجب ان يتواجد فنا مضادا جيدا لهذا اللون المنتقد لو بالفعل كانت النقابة تريد إيقاف المهرجانات بصورة سليمة وليس من خلال محاولة منع اغنياتهم على السوشيال ميديا لانها لن تستطيع تنفيذ  ذلك أبدا.

احمد فيجو : يجب أن تغير نقابة الموسيقيين وجهة نظرها في هذه الفئة حاليا

يرى الموزع احمد فيجو صانع المهرجان أن هذا القرار التي اتخذته نقابة الموسيقيين ضد مطربي المهرجانات منذ فترة كان خاطئا تماما ، لافتا إلى أنه يجب ان تغير النقابة وجهة نظرها في هذه الفئة وتأسيس شعبة خاصة للمهرجانات بنقابة الموسيقيين .

وأضاف أن هذه الشعبة ستتيح فرصة كبيرة لنقابة الموسيقيين ، لتكون هناك رقابة على أغاني المهرجانات حينما يكونون تحت حماية النقابة ، كما انه سيتم الاستفادة ماديا من ارقام المشاهدات التي يحققونها على مواقع السوشيال ميديا ويوتيوب .

الدكتورة منال عفيفي حماد،: النقابة لم تخطئ في حقهم ويجب مراقبة أغنياتهم على الإنترنت

بينما ترى الاستاذة منال عفيفي حماد دكتورة التربية الموسيقية بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان أن الأزمة الحقيقية ليست في اغاني المهرجانات ، وانما في المستمع الذي تم تركه لمدة 30 عاما يقدم له اي منتج غنائي دون أي رقابة.

ولفت إلى أن هذا المستمع لا يمكن تغيير ذوقه حاليا بسهولة بعد هذه السنوات ، فقد اعتاد على سماع اي نوع من الفن سواء كان جيدا أو رديئا ، موضحا أن أغاني المهرجانات إساءة للفن المصري بكل صدق .

ويضيف أن هناك أصوات جيدة من مطربي المهرجانات ، يجب ان يهتموا بتقديم اغنيات راقية للجمهور حتى لو منعتهم نقابة الموسيقيين ، فهم للاسف يبحثون عن المال وليس تقديم فنا جيدا بعد منعهم .

رأي الجمهور

سارة رجب البالغ من عمرها 20 عاما تدرس في كلية حقوق جامعة القاهرة:

أري أن المهرجانات يمكن ان تحتوي علي بعض الكلمات السيئة و البعض الاخر لا بأس به و لكن موسيقي المهرجنات تشعرهم بنوع من السعادة و الحماس عند سماعها خصوصاً في المناسبات ، يروا ايضاً بأن ولا بد وجود دور للرقابة علي ما يُنشر

محمد حسين البالغ من عمره 26 عاما يعمل محاسب:

أري انه حاليا فن الراب بيعاني ان مفيش مهارات كتابية وأسلوب ضعيف في الإلقاء. ده غير إن الإنتاج الموسيقي تقليدي ومافيهوش أي إبداع تماما الي ان وصلنا ان الموضوع اللي يغني صعب يتفهم فانا متأكد ان اللي بنشوفه حاليا مش فن الراب الحقيقي مثل مايقدمه الفنان احمد مكي من اعمال هادفه ومقصودة وكمان الكلام مختلف وتقدر تفهمه كمان.

محمود عبد الرحمن البالغ من عمره 19 عاما يدرس بمعهد النظم و المعلومات:

هناك تطور احدث نقلة كبيرة في الراب المصري حيث انه تم الدمج بين الراب المصري و الغربي ، و اضاف بأن الراب ليس مفضلاً للجميع فناك فئة ليست بالكبيرة نسبياً يستمعون لها و كان من الرابرز المفضلين له “ابيوسف” و “عفروتو” و ان ما يعرف ” بالديسات ” ماهو الا فقط اتفاق مسبق بين الاطراف بغاية ركوب ال ” تريند ” و المكسب المالي الناتج عن هذا

 محمد حازم البالغ من عمره 16 عاما يدرس بالثانوية العامة :

اغاني المهرجانات حظت باهتمام كبير ليس في مصر فقط بل قد وصلت للوطن العربي ورغم هذا الانتشار الا انها قد يناقصها اشياء كثير منها المحتوي الذي تتضمنه بما يعرف بالتراك حيث يعتمد اغلبية علي غدر الصحاب والحبيبة وان كان هذا الذوق العام لدي الكثير من الشباب ولكن لابد ان يتضمن تراك هدف وليس بعض الكلمات التي تعبر عن هذا و ان المهرجان مازال ينقصه بعض الخطوات و سينافس علي العالمية.

 حسام محمد البالغ من عمره 35 عاما يعمل مهندس :

مجال الهيب هوب والراب اتطور جداً آخر كام سنة وبدأ ينتشر انتشاراً واسعاً نتيجة ظهور موجة جديدة من مغنين الراب اللي بدأوا يعملوا نوع جديد من المزيكا اتسمت بمزيكا النيو سكول واختلفت عن المدرسة القديمة اللي كانت مقتصرة ع نوع واحد من المزيكا ونوع او اتنين من اللحن ودا ادي انها بقت مزيكا مختلفة وبدأت توصل لمجموعة اكبر من الشباب وتحولت من أغاني بتتسمع من مائة او مائتين الف لاغاني مليونية بيسمعها الملايين بمجرد نزولها وبقا النوع دا من الاغاني تريند بيستخدم في الاعلانات والمسلسلات كتير الفترة الأخيرة.

محمود حنفي البالغ من عمره 19 عاما يدرس في كلية فنون جميلة جامعة حلوان:

المهرجانات ظاهرة صحية أن تتطور الموسيقى ويصبح هناك أنواع موسيقى كثيرة مثل أمريكا وأوروبا فيه نجوم لكل نوع من أنواع الغناء ومافيش هناك نجم لنوع فقط ،إحنا كان عندنا مشكلة بقالنا 15 سنة أن موسيقى البوب كانت ذات قالب واحد وهي  أغنية  لا تتجاوز مدتها أربع دقائق تبدأ جيتار وبعدين مزيكا حفظناها  ولهذا السبب أي نوع غنائي بيطلع ينجح”.

مقالات ذات صلة